رائدات - د. لطيفة شاهين النعيمي

الأحد, 02-يونيو-2024
رائدات :بقلم/ د. لطيفة شاهين النعيمي -


النظرةُ المُستقبليّةُ تتطلب أن تعملَ الدولةُ على إعداد الكوادر الوطنيّة الفنية الماهرة والمؤهلة نظريًا وعمليًا لتلبية احتياجات سوق العمل في القطاعين العام والخاص، بما يدعم خُطط التنمية المُستدامة، فيجب الاهتمام في الوقت الحالي بالتعليم الفني الزراعي؛ لتخريج أجيال جديدة من الفنيين والمهنيين بالقطاع الزراعي قادرين على تقديم الخِدمات الفنيّة والإرشاديّة للمُزارعين للوصول إلى أعلى إنتاجيّة من وحدتي المساحة والري.
ويُشكّل التعليم الزراعي أهميةً بالغةً، خصوصًا في ظل تزايد الاهتمام العالمي بمِلف الغذاء، مع توقعات الأمم المُتحدة بارتفاع عدد السكان إلى «10.4» مليار نسمة بحلول عام «2100»، وبالتالي فإن الطلب على الغذاء ينمو أيضًا بشكل كبير، ولذلك فمن خلال التعليم الزراعي يمكن للأجيال القادمة أن تكتسبَ معرفةً شاملةً عن مصدر غذائها، وقد يميل المزيد من الناس إلى العمل في القطاع الزراعي للمُساعدة في تلبية احتياجات العدد المُتزايد من السكان، ويتعرّض الطلابُ الدارسون في المدارس الفنيّة الزراعيّة في جميع أنحاء العالم إلى العديد من البرامج التعليميّة التي تتضمن «إنتاج المحاصيل البستانية، وإنتاج المحاصيل الحقليّة، والهندسة الزراعيّة، والإنتاج الحيواني، والعلوم الزراعيّة، وإدارة المزارع».
وفي اعتقادي يجب أن تتركزَ الجهود في إنشاء المدارس الفنيّة الزراعيّة والصناعيّة للمُساهمة في تخريج أجيال جديدة من الشباب المُهتمين والعاملين بالقطاع الأخضر لديهم القدرة على تحسين مُعدّلات الإنتاج وتقديم الخِدمات الفنية والإرشادية للمُزارعين لمُختلِف المحاصيل الزراعيّة، بالإضافة إلى استقطاب الاستثمارات في مجال التعليم المِهَني، وتشجيع أفراد المُجتمع على الالتحاق بالتعليم المهني في مُختلِف التخصصات الدراسيّة، وإتاحة الفرصة أمام خريجي التعليم المِهَني لاستكمال دراستهم في المُنشآت التعليميّة المُختلِفة، لتمكينهم من القيام بدورهم الأساسي، المُتمثل برفد سوق العمل بمهارات مهنيّة من خلال توفير فرص التدريب المهني لإعداد القوى العاملة الفنيّة ورفع كفاءتها في مُختلِف تخصصات ومُستويات التدريب المهني غير الأكاديمي، وكذلك تأهيل وتهيئة الشباب لإنشاء مشاريعهم الخاصّة.

وتُساهمُ المدارسُ المهنيّةُ الزراعيّةُ والصناعيّةُ في إعداد الطلاب للمهن والحرف المُختلِفة، حيث تُركّز المدارس على الجانب العملي والتطبيقي لتوفير المهارات اللازمة لسوق العمل، إذ تتمثل أهداف هذه المدارس في ربط التعليم بسوق العمل من خلال ربط التعليم والتدريب بمُتطلبات سوق العمل، وإعداد الطلاب للوظائف المطلوبة، كما تهدفُ هذه المدارسُ إلى إكساب الطلاب المهارات العلميّة والفنيّة الضروريّة للعمل في المهن المُختلفة، حيث تُركّز المناهجُ على تنمية المهارات الحياتيّة مثل التعاون والقيادة والإبداع وغيرها من الصفات.

وتُشيرُ جميع المؤشرات إلى أن التعليم الفني والتدريب المهني، سيلعبان، مُستقبلًا، دورًا محوريًا في تسيير دفة الحياة الاقتصاديّة والاجتماعيّة بالدولة، لذلك يجب أن تعملَ المدارس الإعداديّة والثانويّة بالدولة في الوقت الحالي على ربط طلابنا بسوق العمل والمصانع والمزارع؛ حتى لا يقتصرَ تعليم الطالب داخل المدرسة فقط، بل يمتدّ إلى التدريب في المزارع أيضًا.

والله ولي التوفيق،،،



أستاذ الهيدروجيولوجيا والبيئة بجامعة قطر

lnaimi1@hotmail.com



تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 26-يونيو-2024 الساعة: 10:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-1444.htm