رائدات - فاطمة البلوشي: الحرف اليدوية الخليجية تكشف قدرات الشباب

الأحد, 02-ديسمبر-2012
رائدات -
الاهتمام بالتراث هو صلب أولويات فاطمة البلوشي وشغلها الشاغل، وعلى الرغم من أنها تعمل في مجال الإعلام، فإن الشابة الإماراتية لم تتوان في إبراز معارف الأجداد وحرفهم الشعبية القديمة ونقلها للناشئة من خلال إنشاء مركز تدريب الحرف والأشغال اليدوية القديمة، الذي تديره بعزيمة مثقلة بالمسؤولية والانتماء لتراث الأجداد . في هذا الحوار تتحدث البلوشي عن الحرف التي تعلمها للمنتسبين للمراكز وأنواعها ومدى الإقبال عليها في ظل التطور التكنولوجي .

متى بدأ شغفك بالأشغال والحرف اليدوية؟

نمى اهتمامي بها منذ أن كنت في الصف الخامس الابتدائي، فقد كنت أخيط ملابس الدمى، وأحرص على الاحتفاظ بكل ما تقع عيني عليه من الخرز والكريستالات والأزرار والشرائط بمختلف أنواعها . ولم يتوقف شغفي عند هذا الحد بل أخذت على عاتقي ابتكار أشكال وتزيينات لتثبيت وتزيين الشعر، وخياطة الورود والشرائط والكلف القماشية على الشيل، وكل هذا طور لدي ملكة العمل اليدوي .

وكيف طورت هذا الاهتمام خاصة في المهن الشعبية القديمة؟

أحب الابتكار وتقديم كل ما هو لافت لكن من وحي وعبق التراث، وبدأت أخوض مجال الأعمال اليدوية أكثر من خلال الاطلاع على الانترنت والبحث في الحرف القديمة التي عرفها أجدادنا، وبإصرار وحماس تعلمت أساسياتها بشكل ذاتي وبمساعدة والدتي . فقد كانت النساء في السابق تخيط ملابسهن وتستمد احتياجاتهن من النخيل، مثل حياكة السدو أو السعف ونسج ”التلي” التي تعلمتها من والدتي حيث تعتبر هذي الحرفة من الحرف اليدوية المتوارثة حيث تشبك خيوط من الحرير مع »خوص« ملون مثبت على مخدة صغيرة تثبت عليها الخيوط تسمى »الكجوجة«، ويستخدم »التلي« لتزيين أكمام الأثواب والكنادير وسراويل البادلة التي تعتبر من الملابس التراثية القديمة .

ما الذي جعلك تخصصين مركزاً تدريبياً للحرف والأشغال اليدوية؟

يحز في نفسي وجود عدد من الفتيات والشباب ليست لديهم أدنى فكرة عن أية حرفة يدوية قديمة كانت أو معروفة حالياً، خاصة مع تنامي اهتمامهم بنتاج الانفتاح والتطور التكنولوجي، وبالتالي لا توجد لديهم رغبة ولا حماس للتعلم والابتكار، وهذا ما جعلني أتحدى الوضع الراهن وبدأت أسأل أفراد عائلتي وأقاربي من الفتيات والأولاد عن حرف تجذب اهتماماتهم ومن هنا تولدت فكرة إنشاء المركز .

ما الأقسام التي يضمها المركز؟

يعمل في المركز فريق خاص من الكفاءات الإماراتية الشابة ويضم ثلاثة أقسام احدها خاص بتزيين الهدايا وعرض مقتنيات ورموز تراثية قديمة، والثاني لتدريب الفتيات على الحرف والأشغال اليدوية النسائية، والأولاد يدربون في قسم منفصل على الحرف الرجالية .

ما الحرف والأشغال التي يتعلمها المنتسبون؟

يتلقى المنتسبون حصصاً خاصة بتعلم التلي والمعجون وتشكيل الطين والفخاريات وتزيينها، إضافة إلى صناعة الصناديق أو المناديس القديمة تتم في منجرة خاصة مهيأة بكل الأدوات والمستلزمات التي يتطلبها العمل، ولاقت فكرة صناعة الصناديق استحسان الأطفال بعمر العشر سنين وما فوق حيث تعلموا طريقة قص الخشب وتلوينه وتزيينه باستخدام المسامير الصفراء التي ترمز لشكل الصندوق التراثي .

وهل تسهم مثل هذه الحصص في تنمية واكتشاف المواهب؟

يجد المنتسبون في المركز فرصة حقيقية لاكتشاف قدراتهم الكامنة واكتسابهم في الوقت نفسه مهارات تعلم مهن قديمة، ويشجعهم هذا على اكتشاف المزيد من الابتكارات والتشكيلات اليدوية الجديدة . ولكل فئة عمرية حرفة تتناسب مع قدرات الشخص وإمكاناته ابتداء من عمر الخامسة، وبالفعل برز عدد من الأطفال الموهوبين خاصة في تشكيل الصناديق القديمة وصنع الفخار وتلوينه بطرق مبتكرة، وفي المقابل تستصعب بعض الفتيات تعلم بعض الحرف مثل نسج »التلي« مع أن طريقتها ليست معقدة لكنها تحتاج لدقة وتركيز أثناء شبك الخيوط المعدنية الذهبية والفضية مع الخيوط الملونة .

وهل لديك اهتمامات تراثية أخرى؟

نعم، أهوى جمع القطع القديمة والأدوات المستخدمة في الماضي، ومن بين الأشياء التي احتفظ بها دلة نحاسية وخناجر فضية هي بالأصل لوالدي وكذلك يوجد لدي أقفال نحاسية قديمة عمرها 100 سنة، وأخرى خشبية قديمة عمرها 60 سنة، وكاميرات وأجهزة راديو قديمة جداً، وكلما تأملت بتفاصيلها أتذكر عبق الماضي وأصالته .

هل لك مشاركات في الأنشطة التراثية؟

لا تتوقف مشاركاتي في مختلف الأنشطة والفعاليات التراثية والوطنية منها افتتاح قرية البدع التراثية في العين واحتفالات اليوم الوطني والمعارض التي تقيمها المدارس وغيرها، والهدف من هذه المشاركات إحياء التراث وتذكير الأجيال الجديدة بتاريخ الأجداد وربطهم بالماضي الجميل وعرض منتجات وأشغال الفتيات والشباب اليدوية .

هل توجد خطوات مستقبلية في هذا المجال؟

طموحي توسيع المركز واستحداث أقسام جديدة تضم كل الحرف والأشغال اليدوية، وإنشاء قرية تراثية مصغرة تقدم حصصاً تعليمية وإقامة معرض خاص للتحف والقطع التراثية القديمة والنادرة.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 08:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://www.raedat.com/news-81.htm