رائدات . بقلم : د. آيات الحداد - تقدم أي دولة يقاس بمدى الرقي الفكري والثقافي والاجتماعي والسياسي للمرأة، ومساهمتها الفعالة في بناء الدولة والمجتمع، ومقياس الوعي الإنساني لأي مجتمع يقاس بمدى احترامه للمرأة وكيفية التعامل معها كإنسان كامل يتمتع بكامل الحقوق الدستورية والقانونية وأيضاً المعنوية، بحيث لا يمارس عليها أي طقوس تحجم من حريتها أو تنقص منها.
دولة الإمارات الشقيقة أدركت أن أهم عامل لنهضة الدولة يتمثل في المرأة، فقد علمت الإمارات أن المرأة هي أساس المجتمع وهي من تضع النواة الأولى للطفل، وكما قيل عن المرأة: "إذا عَلمت ولدًا فقد عَلمت فردًا أما إذا علمت بنتًا فقد علمت أمة".
من يتمعن في دستور دولة الإمارات يجد أنه نص على أن المرأة تتمتع بكامل الحقوق التي يتمتع بها الرجل، كما اشتمل على بنود تؤكد أن للمرأة الحق الكامل في التعليم والعمل والوظائف مثلها مثل الرجل.
تحتفل الإمارات يوم 28 أغسطس من كل عام بالمرأة الإماراتية ؛ ترسيخاً للدور المميز الذي لعبه الاتحاد النسائي العام والجمعيات المنضوية تحته في الدفع بمسيرة تقدم وتمكين المرأة في الدولة، إذ يعتبر 28 أغسطس هو اليوم الذي باشر فيه المجلس الأعلى للاتحاد النسائي العام عمله.
سعت دولة الإمارات إلى تمكين المرأة؛ الذي يأتي من خلال تقديم خدمات وتسهيلات في مجالات التعليم، والصحة، والوظائف، وغيرها؛ كما قدمت خدمات رقمية للفتيات تشمل هذه الخدمات الكشف المبكر عن سرطان الثدي، والمساعدات الاجتماعية، وحجز سيارات أجرة خاصة بالنساء، وخدمات الحماية من العنف الأسري وطلب المساعدة ؛ فاحترام المرأة دليل على إيمان الدولة بأهميتها في بناء المجتمع ؛ وتخصيص يوم للاحتفال بها دليل على تكريم وتقدير الدولة للمرأة وتقديم الدعم المعنوي لها لتكملة مسيرتها ؛ فدولة الإمارات لديها تسعة وزيرات ؛ بخلاف مشاركتها في مجلس الوزراء ، أما عن التمكين السياسي للمرأة فقد تمت زيادة نسبة تمثيل المرأة في مقاعد المجلس الوطني الاتحادي ووصلت بدءاً من عام ٢٠١٩ إلى 50% ؛ أما عن الدعم الاجتماعي للمرأة الإماراتية فتمنح الدولة مساعدات شهرية للمرأة الأرملة والمطلقة و المواطنات المتزوجات من الأجانب الذين لا يستطيعون كسب لقمة العيش لأسباب خارجة عن إرادتهم؛ كما اهتمت دولة الإمارات بصحة المرأة عن طريق توفير خدمات ورعاية صحية لها تعزز صحتها الجسدية والنفسية لضمان رعاية صحية آمنة لها.
وقدمت دولة الإمارات العديد من المبادرات لتمكين المرأة اقتصاديا أيضاً فقد صدر قراراً يلزم بعضوية المرأة الإماراتية في مجالس إدارة الهيئات، والشركات، والمؤسسات الاتحادية؛ فهناك ما يقرب من 21,000 امرأة صاحبة عمل في دولة الإمارات الشقيقة.
كما تهتم دولة الإمارات بمنح الأمان للمرأة الإماراتية فسعت إلى توفير سيارات الأجرة الوردية وتقودها النساء وهي مخصصة لنقل العائلات والنساء والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات؛ كما تخصص المقاعد الأمامية في الحافلات العامة للنساء؛ كما تحجز بعض الحجرات في المترو والترام العام للنساء، كما تتميز الأماكن المخصصة لوقوف السيارات للنساء باللون الوردي.
هنيئا للمرأة الإماراتية وحصولها على حقوقها المادية والمعنوية التي جعلتها على قدم المساواة مع الرجل أفعالاً ملموسة على أرض الواقع.. كل عام والمرأة الإماراتية ودولة الإمارات الشقيقة بخير وأمان. |